تخطى إلى المحتوى

الملف التاريخي لعائلة شموه:

من الأســر العربيــة التي سكنت الكويت منذ زمن قديم في بدايات القرن التاسع عشر ميلادي

الهجرة

والوصول

هاجرت عائلة “شمــوه” من شرق شبه الجزيرة العربية إلى شط العرب شمالاً ثم نزحوا إلى الكويت في عام 1823 ميلادي حيث استقروا . 

العمل الذي إشتهرت العائلة به في فترة

ما قبل النفط

إمتهن رجال الأسرة زراعة النخيل وحرفة صناعة السفن الخشبية الشراعية لقربهم من ساحل البحر في ذلك الوقت ، للتجارة وطلب الرزق وذلك خلال فترة تنقلهم بين شط العرب والبصرة والقصبة ثم استقرت العائلة في الكويت حيث عملوا في البحر وقلافة السفن ، وكان رجالها من قلاليف الكويت المعروفين الذين لهم باع طويل في هذه المهنة .

خريطة شرق شبه الجزيرة العربية – إقليم البحرين عام 1745م

السكن وجيرانهم في الكويت القديمة

سكنت العائلة في (الحي الشرقي) فريج العاقول بالقرب من نقعة بن خميس، وكان جيرانهم من عوائل الأسر الكويتية الكريمة

القضيبي
المضف
بورسلي
هلال المطيري
جاسم العماني

البصيري
بن غيث
غانم الجبر
المعتوق
القطامي

النصف
العكبل
معرفي
العوضي
قبازرد

بوطيبان
الفقعان
السنان
الماص

أخــوة الرضــاع

– “موسى بن عبدالكريم شمــوه” له ثلاث أخوة بالرضاع هم: شاهين بن سليمان الغانم وسامي بن عبداللطيف النصف وعبدالعزيز بن جاسم المسباح.

– “عيسى بن عبدالكريم شمــوه” له أخ بالرضاع هو: سالم بن عثمان المضف.

أنساب ومصاهرات

شموه

للأسرة نسب وقرابة مع العديد من أسر الكويت الكريمة منها

دشتي
كرم
القلاف
الصفار
الجريد
الكندري
البحيري
حيدر
الحدب
الرامزي
الدريع
البلوشي

الميل
السليم
الشمالي
الخشاوي
الحسن
البغلي
الزنكوي
بحروه
باقر
الفيروز
بوشهري
بهمن

بن شيبة
كمال
حلاوه
خاجه
المظفر
أشكناني
العطار
العلي
الأستاذ
المشموم
الحريّص المطيري
الشريدة
بشير
الحملي
صفر
الصراف
جرمن
القبندي
الغريب
القطان
بوفتين
النصار
السماك
الهولي

شخصيات من شموه

من رجالات هذه الأسرة الأفاضل

عبدالعزيز بن علي جمال شموه

(انقر على الصورة للمزيد)

عبدالكريم بن علي جمال إبراهيم شمـوه

(انقر على الصورة للمزيد)

محمد بن علي جمال إبراهيم شمـوه

(انقر على الصورة للمزيد)

حسين بن شمـوه

(انقر على الصورة للمزيد)

عباس بن حسين شمـوه

(انقر على الصورة للمزيد)

عبدالرحيم بن عبدالكريم شمـــوه

(انقر على الصورة للمزيد)

علي بن محمد علي جمال إبراهيم شمـوه

(انقر على الصورة للمزيد)

عبدالعزيز بن عبدالكريم علي جمال إبراهيم شمـوه

(انقر على الصورة للمزيد)

من مواليد عام 1889م وتوفي عام 1966م ، ولديه من ذريته إبنتان وليس له أولاد ، وهو الإبن الأكبر من ذرية علي بن جمــال شمــوه ، ومن نواخذة الكويت المتمرسين في أمور البحر وأحواله ، حيث عمل نوخذة على بوم ( الموتر ) لجاسم بوالبنات وبوم (الماي) للقطامي ، وكان من النواخذة المعروفين بالخبرة الملاحية والحكمة وسعة الصدر .

والنوخذة أو النوخذا هو قبطان السفينة (البوم) وهي سفينة شراعية خليجية تاريخية . خدمت في النقل التجاري البحري والغوص على اللؤلؤ ونقل الماء في فترة ما قبل النفط

وأبوام الماء سفن متوسطة الحجم لها (دقلين) صاريين (عود وغلمي) وتمتاز بحملتها النازلة ووسطها العريض نسبياً ، ولها بيص عريض يسمى (قاعة) ، وتخلو من سطح علوي وذلك لتستقر بها (التوانكي) خزانات الماء الخشبية

وفي أبوام الماء من ثمانية إلى عشرة توانكي سعة كل تانكي 500 قوطي والمقصود بالقوطي الصفيحة المعدنية التي تعبأ وتفرغ بها التوانكي ويعمل في بوم الماء إضافة إلى النوخذة والسكّوني من ثمانية إلى عشرة بحّاره

كما اشتهر بعض النواخذة بالعمل في أبوام تبيع الماء والتمور والعنب أثناء موسم الغوص ، وكانوا أيضاً ينقلون رسائل الغواويص وبعض المرضى إلى الكويت

وقد استخدمت في حرفة جلب الماء من شط العرب وبأعداد قليلة سفن من نوع الجالبوت ، وكذلك بعض التشاشيل . وللشيخ/ مبارك الصباح باخرة صغيرة إسمها (سعيدة) أستخدمت لفترة في جلب الماء من الشط ، وشيّدت الحكومة عدة برك للماء ، وكانت تزود بالماء بواسطة السفن بشكل مستمر ، فعلى سبيل المثال كان يتم تفريغ الماء من الأبوام في بركة غنيم بالحي القبلي (جبلة) بواسطة مكينة مثبتة في سفينة من نوع الدوبة

كما قامت مهن ذات علاقة بسفن الماء مثل (الحمّـاره) وهم الذين ينقلون الماء بواسطة قرب جلدية توضع على ظهور الحمير إلى بيوت الأهالي ، وأيضاً (الكنـادرة) وهم طائفة من الرجال إمتهنوا بيع الماء من خلال نقله على الأكتاف بواسطة صفيحتين معدنيتين تسمى الواخدة منها (تنكه) أو (قوطي) متصلتان بعصى غليضة مرنة ، بالإضافة إلى مهنة (الكرّاني) وهو الشخص الذي يخصصه مالك البوم بحيث يقوم بتسجيل وتحصيل النقود من الكنـادره والحمّـاره والأهـالي قبل مغادرتهم النقعة .

وقد حوّلت الكثير من أبوام الماء إلى سفن للقطاعة أو السفر بعد زيادة أطوالها وإرتفاعها ، وذلك بعد أن قلت الحاجة لسفن نقل الماء من شط العرب .

من مواليد عام 1895م وتوفي عام 1972م ، ولديه من ذريته 7 بنات و 12 ولد . عمل في البحر منذ بداية حياته واشتغل في (بوم عيد بن نصّار حمّال 1,500 منّ) . وكان من قلاليف عمارة حجي أحمد ، ومن أساتذة القلافة واستمر في هذه الحرفة إلى أن أصبح من أمهر أستاذية صناعة السفن الشراعية المعروفين ، ومع مرور السنين إنتقل إلى العمل الحر واشتهر بعدها رحمه الله كـ (دلاّل) في تجارة بيع وشراء البيوت والأراضي ، وأصبح من كبار سماسرة السوق مع بداية النهضة العقارية ، ومن أوائل من استخرج دفتر الـ دلالة في الكويت .

1904م – 1983م

عمل في البحر وامتهن حرفة القلافة وصناعة السفن الشراعية ، حيث عمل في بوم (تيسير) لـ عبدالله بن محمد العماني ـــ حمّال 2,200 منّ ، وفي بوم (ممتاز) لـ عبدالمحسن بن ناصر الخرافي ، وفي خشب فلاح الخرافي ، وهو من قلاليف عمارة حجي أحمد ، وكان بالإضافة لعمله قلافاً رحمه الله ، معروفاً بتعليم وتحفيظ القرآن الكريم لأبناء القلاليف ، ولديه من ذريته ثلاثة أولاد .

من مواليد عام 1880م وتوفي عام 1965م ، ولديه من ذريته ولد واحد . عمل في البحر والسفر في بوم (بوشويشة) للخرافي وفي بوم (الموتر) لجاسم بوالبنات ثم امتهن التجارة بعدها وأصبح من تجار الكويت المعروفين حيث عمل في تجارة المواد الغذائية كالقمح والحنطة والأرز ، وقد ورد إسمه في دفاتر وسجلات التجار كثيراً وفقاً لإحدى السجلات المحاسبية القديمة دفتر الصافي رقم (34) لصاحبه المرحوم/ السيد علي السيد سليمان ، والمؤرخ في 25 صفر عام 1324 هجري الموافق عام 1903 ميلادي .

من مواليد عام 1923م وتوفي عام 1997م ، ولديه من ذريته 10 بنات و 6 أولاد. عمل في بوم (بوشويشة) للخرافي وفي بوم (الموتر) 1,500 منّ ، لجاسم بوالبنات ، وفي بوم (سردال) لـ أحمد الخرافي ، مع النوخذة وادي ، من أهل المعامر ، وفي بوم (المطوع) 1,500 منّ ، مع النوخذة خالد العبدالجادر .

من مواليد عام 1925م وتوفي عام 2000م ، ولديه من ذريته 5 بنات و 5 أولاد . عمل في بوم (الفاروق) لـ محمد بن داوود المرزوق وإخوانه ــ حمّال 2,000 منّ ، وكان من أستادية الكويت المعروفين في صناعة خشب السفن الشراعية (سفن السفر الشراعي) وقد عمل أستاداً في خشب الخرافي مع النوخذة فلاح بن عبدالمحسن الخرافي وعمل في بوم (الميمون) لثنيان الغانم ـــ حمّال 1,800 منّ ومع النوخذة خلف بن فرح .

من مواليد عام 1929م وتوفي عام 2002م ، ولديه من ذريته الأولاد والبنات إثنان . عمل في البحر والسفر وكان بحـار شهم أُصيب بالعمى لاحقاً ، حيث بدأ يعاني من ضعف بصر عينه اليمنى نتيجة الغوص وكان وقتها العلاج الشائع آنذاك هو الكيّ على العِرق ، مما أدى به إلى فقدان بصره في العين اليمنى ومن ثم العين اليسرى بنفس الطريقة وأصبح ضريراً وهو في سن الشباب ، وعرف عنه أنه رجل حكيم ومثقف ولبق ويتحدث بأكثر من أربع لغات ، وكان ماهراً في الحرف اليدوية وعضو مؤسس في جمعية المكفوفين الكويتية ، وحافظاً للقرآن الكريم .

من مواليد عام 1932م وتوفي عام 2008م ، وهو أحد رجالات الكويت الذين عملوا في البحر وتحملوا الصعاب والأخطار وتحلوا بالشجاعة ، ولد بفريج العاقول في حي الشرق براحة الماص ، عاش وترعرع في بيت والده وأمه مع إخوانه وأخواته ، وكان والده يعمل قلافاً في صناعة السفن الخشبية الشراعية وكذلك جده لأبيه وأعمامه والعائلة من القلاليف .

بدأ تعليمه في مدرسة الملا بن مسباح ، وبعد ذلك مدرسة ملا رضا ، ثم إنتقل إلى مدرسة ملا علي هاشم ، وترك الدراسة عندما بلغ عمره عشر سنوات .

والتحق مع والده بصناعة السفن الخشبية فكان عمله التنظيف وجمع العدة وجمع القشبار (مخلفات الأخشاب) وبعد ذلك أدرك العمل في البحر فانتسب إلى مجموعة البحارة العاملين على السفن الشراعية سفن الغوص والسفر الشراعي وركب البحار وسافر مع والده إلى الهند وتجول بين مدنها وقراها وباع واشترى في أسواق تلك المدن وحصل على مبالغ ، وعمل بسفن الغوص سيباً وغيصاً .

ومن الوقائع والقصص التي ذكرها المرحوم/ عبدالعزيز بن عبدالكريم شموه ، والملقب بأبو فهـد ، في إحدى اللقاءات مع المؤرخ الكاتب والباحث في التراث والتاريخ الأستاذ/ منصور الهاجري

حديث الذكريات:
كتب منصور الهاجرى :
تاريخ الأوطان محفور في صدور أبنائها بحروف من نور تضئ الطريق أمام الأجيال المقبلة ، إن رواية شاهد عيان لما كان يجري على تراب هذا الوطن لا تقل أهمية عن شهادة يدلي بها مؤرخ ورع وأمين يستمد معطياته التاريخية من روايات هؤلاء المعاصرين .

إن الحياة بكل أنماطها الإجتماعية والسياسية وبجميع مفرداتها ما بين معاني الفرح وطقوسه وألام الحزن وكيفية التعبير عنها وكذلك التخفيف منها … كل ذلك يرسم بصورة دقيقة عن حياة الأولين من الرعيل الأول الذين أسهموا في وضع اللبنات الأولى لصرح هذا المجتمع الذي نعيشه الآن .

ولما كانت الحروف هي الوحدة البنائية للكلمة … والكلمة هي الوحدة البنائية للجملة التي تتشكل منها التراكيب اللغوية التي نستخدمها في حياتنا اليومية ، لما كان ذلك ، كذلك فأننا نحاول أن نرسم من مشاهدات من تستضيفهم هذه الصفحة لوحة فنية بالألوان الطبيعية لحياتنا القديمة من دون رتوش ودون إملاء أو تحيز اللهم إلا ثقافة الضيف ومركزه الإجتماعي وحجم مشاركته في مجتمعه . إننا نرحب على هذه الصفحة بسائر الشخصيات التي عاصرت نهضة الكويت وإنطلاقتها نحو الحداثة والمعاصرة وربط ذلك بأصالة الماضي وعراقته .

ولتكن هذه الصفحة – عزيزي القارئ – مرآة صادقة للكويت وقديمها الذي قد لا يعرفه الكثيرون من الأجيال المعاصرة .

قال أبو فهـد رحمه الله:
أذكر أن جيراننا بالشرق عائلة بوطيبان وبيت هلال وعائلة الفقعان وأبو عبد العزيز السنان وعائلة الماص ، واذكر أن واحداً من رجالهم كفيف البصر والقضيبي والعبكل والبصيري وكنا شبابا نلتقي في براحة الماص ، وكنا نذهب للصلاة في مسجد الناهض وناصر ويوسف ملا حسين كانا يلعبان معنا بالفريج

ومن الألعاب التي كنا نزاولها أيام الشباب بالفريج لعبة الهول والمقصي والتيلة والحلقة والجيس ، وهي عبارة عن قطعة حديد نرمي العملة الحديدية على الكوينة ونضربها بالجيس قطعة الحديد ، ونلعب مكاسر الجوز

وأيام رمضان نبيع ونشتري الزلابية والغريبة وكنت أذهب إلى البحر للسباحة مع أبناء الفريج ونصطاد سمك الميد بواسطة المشخال (الغربال) نغطي وجه المشخال بقطعة قماش مثقوبة بالوسط ونضع العجين بداخل المشخال ونضعه بقاع البحر ، ونتركه لفترة وبعد ذلك يغوص أي واحد منا ويخرج المشخال وبه سمك الميد ، وأحياناً نشوي على ساحل البحر

وبعض الإخوان يأخذون السمك للبيت وهكذا نمضي أيام الصيف باللعب واذكر أن لكل بيت دهليز أو (دهريز) وهو ممر بين غرفتين وله باب يؤدي على الشارع مدخل البيت وكبار السن ينامون في هذا الدهريز (الممر) وخاصة في الصيف للهواء البارد

والباب مفتوح وله مزلاج ومربوط فيه خيط من الخارج يسحب الخيط ويفتح الباب واذكر أني شاهدت بعض الفئران الصغيرة على التمر والأرض ترابية مفروشة بالمنقور البارية .

وشاهدت حية بين الجندل سقف الغرفة والبيوت تبنى من الطين الصلبي والتربة

(التعليم الأهلي) إلتحقت بمدرسة بن مسباح ، بالشرق ودرست القرآن الكريم ، وبعد ذلك انتقلت إلى مدرسة ملا رضا ، وكذلك تعلمت القرآن الكريم ، وحفظت قصار السور وبعد ذلك إلتحقت بمدرسة ملا علي هاشم ، واكملت قراءة القرآن الكريم وكانت المدرسة بالشرق بالقرب من مسجد شعبان ، وأذكر كان معنا أولاد حاجيه وأسيري وأولاد يوسف ماحسين .

وعندما بلغت العاشرة من عمري تركت الدراسة واشتغلت عند ناصر سودان العنزي

(نقل المياه) عندما اشتغلت عند ناصر السودان ، أعطاني حماراً وبدأت أنقل عليه الماء من السفن ومن البركة التي كانت موجودة بالشرق

وبعد سنة اشتريت منه الحمار بثلاثين روبية بالأقساط

وعندما كنت اشتغل عند ناصر كان يعطيني خمس روبيات في الشهر ، وكل حمار ننقل عليه ثلاث قرب ماء من بركة الماء بالشرق بفريج الشملان بجوار بيت ديكسن .

واذكر أن مبنى البريد كان بنفس المكان ، وكان ازدحام على الماء وبعض الحمّارة عينوا واحداً عند البركة يعبئ لهم القرب بالماء ، واذكر أن رجلاً كفيفاً يملأ القرب للحمّارة ويعطونه المقسوم (أجرته) ولكن الزحمة موجودة وأصحاب الحمير يتدافعون على الماء وإذا ما تأخرت السفن بنقل الماء تصبح البركة خالية من الماء ويقل الماء على البيوت فكنت أذهب إلى آبار الماء

(الجلبان) في الدسمة والسد والشامية أذكر عندما ننزل القراشيه بداخل الجليب ونخرج الماء وتخرج معه بعض الحشرات مثل العقرب والفأر فنأخذ الماء ونرمي الحشرات بالبر .

وماء شط العرب عذب جداً ولكنه خابط غير صافٍ من الطين وأما ماء الجليب مثلما ذكرت فيه الحشرات والماء غير عذب قليل الملوحة فلذلك المواطن الكويتي بذلك الوقت يرغب بماء الشط ويفضله على ماء الجليب وسبب الملوحة أن الجليب موجود بالبر وأصحاب الجمال والأغنام يأخذون منه الماء وكذلك نحن الحمّارة ولذلك تقل عذوبة الماء ، وهذا مع جميع آبار المياه

والماء العذب فقط للشرب وطبخ الأكل وأما السباحة وغسل الأواني والملابس من ماء الجليب الموجود في البيت

وكان سعر ماء شط العرب كل ثلاث قرب ماء ، بروبية واحدة أو بأربع عشرة آنه وأما ماء الجليب (الآبار) أقل من ماء شط العرب وعندما كنت أبيع الماء وأنا بالشارع أنادي (شوط شوط) يعني ماء فمن يحتاج ينادي ونفرغ الماء بالبجلة الكبيرة وهذا قبل وجود التانكي ولا يوجد غش في البيع نبلغ المواطن بأن هذا ماء الجليب فعدما يذوق ويشعر بالملوحة يرفض الشراء أو البعض للحاجة الماسة يشتري ويوجد قرب ماء صغيرة والثالثة كبيرة وكنت أركب على الجزء الخلفي للحمار وأضع يدي على القربة الثالثة وأنادي (شوط شوط)

(البيع نقداً أو بالأجل) بعض الحمّارة يبيعون الماء على المواطنين نقداً والدفع بعد تفريغ الماء .

وبعض الحمّارة عندهم عملاء البيع بالأجل فلذلك حتى لا ينسى بالعصا يشخط على الحائط بجوار الباب من الداخل كل ثلاث قرب يعني (درب واحد) وأما الكنادرة الذين كانوا ينقلون الماء بواسطة الكندر والقوطيين أيضا عنده مسمار في جيبه العلوي مربوط بخيط أيضاً (يشخط) بالحائط كل قوطيين أي (درب) واحد ، وكل ثلاث خطوط الرابع يقطعهم

وكان صاحب البيت يثق كثيراً بأصحاب الحمير ويؤمن فيهم بما يفرغون من الماء وبعض المواطنين عندهم بركة في البيت وأذكر أن أيام الشتاء عند هطول الأمطار ننقل ماء الغدير ونبيعه على البيوت وأذكر كنت آخذ الماء وانقله من جلبان الشرق وعملي بنقل الماء من ثلاثة أماكن بركة الماء وآبار الماء ومياه المطر .

ويقولون ماء الغدير وأيضاً تنادي ماء الغدير بنصف روبية وهذا العمل كنت أعمله مع ناصر سودان العنزي .

ثم تركت العمل بنقل وبيع الماء والوالد أخذني إلى النوخذة إبراهيم الربيعة ، ومعه شقيقه علي ، ويملكون سفينة نوع شوعي .

وذهبت معه سيباً للغوص وكان عددنا أربعة وتوجهنا للغوص بهيرات العدان ، سنيار وكان معنا سالم زموه ، وخليفة بورسلي ، بدأت سيباً وبعد ذلك كنت أغوص واستخدمنا الصندوق الزجاجي التنوير وذهبنا إلى العدان وعمق البحر أربعة أبواع . البداية إبراهيم وشقيقه علي يغوصان وبعد ذلك نزلت إلى البحر وغصت وعلقت الديين برقبتي والتقط المحار بيدي أحياناً محارة واحدة وأحيانا شجرة فيها أربع أو خمس محارات ومع ذلك أحملها من قاع البحر وأضعها بالديين .

أذكر أن قاع البحر فيه أعشاب وأسماك ومحار وأحجار ، ولمدة موسم واحد للغوص فقط ، وأذكر أعطاني ست روبيات سلفة ، وبعد العودة قال النوخذة أنت غير مطلوب ولا طالب ولا أعلم هل أعطى الوالد شيئاً أو لا لأن الإتفاق كان مع الوالد .

وأذكر البداية كنا نغوص بالزور والجليعة وفي الليل نفلق المحار ، وأذكر اني نمت فوق المحار ولم نكن ننام بالبر وإنما بالسفينة بعيداً عن البر ومعنا السينار خليفة بورسلي من (قماش) لؤلؤ وبعد خمسة عشر يوماً رجعنا إلى الفحيحيل ومن ثم رجعنا الى المغاصات حصلنا على دويس وذنب ، وبعنا على الطواش المرحوم حسين بن علي .

وكان الوالد رحمه الله يذهب للغوص مع النوخذة جاسم العماني ، وكذلك عمي في السنبوك الثاني وأما عمي عبد العزيز كان يذهب للغوص مع حجي سليم أبو مختار ، وبعد تلك السفرة الأولى لم أذهب للغوص وكانت أول وآخر سفرة للغوص .

(حطب برّ قضي) كان بعض الكويتيين يذهبون إلى بر قضي يحتطبون من شجر الهرم وينقلونه بالسفن الصغيرة إلى مدينة الكويت على ساحل البحر فاشتغلت بالحطب نبيع على المستهلكين ، وحطب الهرم يستخدم للحرق وتنانير الخبز وفي البيوت واستمررت بذلك العمل فترة ليست طويلة وينقل على الحمير وكذلك اشتغلت مع عاملات وكل ستة حمير يطلق عليها عامله ومثلا عاملة المذن عاملة شبكوه وعاملة بو دهش .

واشتغلت معهم بنقل الصخور من ساحل البحر إلى بيت المشتري .

وكل حمار عليه منقل لوضع الصخور عليه وقد اشتغلت عند بو دهش والمذن والنجدي وعند يعقوب شبكوه وكذلك عند عابدين ، وكل ستة حمير يطلق عليها العاملة على أساس ان الجميع مع بعضهم البعض ويقودهم رجل واحد .

وكذلك كنا ننقل الرمل من البحر بواسطة الخرج على الحمار وللصخر نضع المنقل على الحمير وكنت أعمل معهم بالأجرة اليومية ، واحد يجلس عند الصخر ، وفي اليوم ننقل الصخر حتى ينتهي وأما نقل الرمل عشرين (درب) على ستة حمير والحمار يعرف طريقه بعد أول مرة وبعد خمسة شهور تركت العمل .

وبعد ذلك أخذني الوالد معه لصنع السفن الخشبية لأن الوالد عمله الأساسي قلاف سفن وكنت أحمل بعض الأخشاب للوالد ، وكذلك القشبار للحرق للتنور والوالدة كانت تخبز لنا خبز البليل والرقاق وكذلك الوالد كان يذهب للغوص مع النواخذة ومع أعمامي . واستمررت بالعمل مع الوالد وهو قلاف السفن الخشبية وكذلك أعمامي .

وأذكر النوخذة ملا يعقوب ، نوخذة سفر والوالد ركب معه قلافاً وأخذني معه تباباً بنفس السفينة (البوم) ولأول مرة مع الوالد سافرنا إلى البصرة وحملنا التمور وكان معنا عبد الله المتروك ، في سفينته وسافرنا إلى مدينة مسقط ، ونزل البحّارة الكبار وبعد ذلك عادوا إلى السفينة وسافرنا إلى الهند ، مدينة بومبي ومدينة كراتشي ، وبعد الوصول نزل النوخذة وذهب إلى مقهى في بومبي إسمه (مغل مسجد) . والنواخذة يتواجدون في ذلك المقهى شاهدت مدينة بومبي ، السيارات ، العربانات ، الناس والإزدحام ، المحلات التجارية ، شاهدت (الجوري) عربانة تنقل الثيران الكهرباء والإضاءة بالليل وزرت الأسواق والشوارع … تعجبت لأول مشاهدتي لتلك المدينة !

والدي قلاف بالسفينة ومعنا علي شاهين ، والطباخ سالم ، وجاسم خلف ، وإبن زايد وهو المجدمي العود بالسفينة ونوخذة الشراع .

لم أعرف إسمه ومكثنا في مدينة بومبي لمدة شهرين وبعد ذلك سافرنا إلى مدينة النيبار ، ومنها حملنا الجندل والباسجيل .

ومنها إلى الكويت ومررنا على مدينة مسقط ، والوالد اشترى حلوى بالخصاف والقوطي وبعض البحارة اشتروا صناديق خشبية منها صندوق المبيّت والصندوق المشبّك بالحبال أو المشربك وبعض البحارة اشتروا سلالاً مصنوعة من الخوص ، وفي مسقط لم يسمح لي الوالد بالنزول إلى مدينة مسقط لصغر سني ، وبعد ساعات رجع البحارة إلى السفينة وجلست مع الطباخ سالم أشرب الشاي وأكسّر الخشب .

ثم رجعنا إلى الكويت ، وأنزلنا الحمولة للتاجر الكويتي في نقعة بن خميس أو نقعة الشملان .


جريدة الوطن الكويتية

15 أبريل 2005م